استمرت أسعار الذهب في تسجيل ارتفاعات ملحوظة للأسبوع الثالث على التوالي، حيث سجلت أسعار الأونصة ارتفاعًا بنسبة 1.4% خلال تداولات الأسبوع الماضي، ليصل إلى مستوى تاريخي بلغ 2658 دولارًا للأونصة. وشهد الذهب خلال الأسبوع أيضًا أعلى سعر له على الإطلاق عند 2685 دولارًا للأونصة، في حين بدأ الأسبوع عند 2621 دولارًا.
وجاء هذا الأداء المتميز رغم التراجع الطفيف الذي سجلته أسعار الذهب يوم الجمعة بعد صدور بيانات التضخم الأمريكية، التي جاءت متوافقة مع التوقعات.
اقرأ أيضا
أسعار الذهب اليوم.. الجنيه الذهب يفقد 200 جنيه
الأسواق تترقب.. تباين أسعار الأعلاف اليوم 28 سبتمبر
ارتفاع أسعار الذهب مستمر منذ بداية سبتمبر
منذ بداية شهر سبتمبر، شهدت أسعار الذهب ارتفاعًا قدره 6.2%، مما جعله يسير في الاتجاه الصحيح لتحقيق أفضل أداء فصلي له منذ عام 2016. بينما على صعيد الأداء السنوي، ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 29% منذ بداية العام الحالي، ليحقق بذلك أفضل أداء سنوي منذ عام 2010.
قرارات الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على الذهب
كان قرار البنك الفيدرالي الأمريكي الأخير بخفض أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس الحافز الرئيسي وراء سلسلة الارتفاعات القياسية التي شهدها الذهب مؤخرًا. وتهدف هذه السياسة النقدية الجديدة إلى دعم النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل، وذلك على حساب الحد من معدلات التضخم.
كما ساهم خفض الفائدة في تقليص العائد على السندات الحكومية الأمريكية، مما دفع المستثمرين إلى الاتجاه نحو الذهب كملاذ آمن. فالتراجع في العوائد أدى إلى تقليل تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب، الذي لا يحقق عائدًا مباشرًا.
رؤوس الأموال تنتقل من السندات إلى الذهب
من المتوقع أن يشهد السوق المزيد من التحولات خلال الفترة المقبلة، حيث بدأت رؤوس الأموال في الخروج من أسواق السندات الأمريكية مع التوقعات بمزيد من خفض الفائدة. ونتيجة لذلك، انتقلت جزء كبير من هذه السيولة إلى أسواق الذهب، مما أدى إلى مزيد من الارتفاع في أسعار المعدن النفيس.
توقعات بمزيد من خفض الفائدة ودعم صناديق الذهب
تشير التوقعات إلى أن البنك الفيدرالي سيواصل خفض أسعار الفائدة خلال الأشهر الاثني عشر المقبلة. وتضع الأسواق احتمالية بنسبة 50% أن يقوم البنك الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال اجتماعه القادم في شهر نوفمبر.
هذا الاتجاه المتوقع سيزيد من جاذبية صناديق الاستثمار المتداولة المدعومة بالذهب، إذ أنه وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي، شهدت صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب في أمريكا الشمالية تدفقات نقدية إيجابية بلغت 8.1 طن من الذهب خلال الأسبوع المنتهي في 20 سبتمبر.
خلفية عن تأثير السياسة النقدية وخفض الفائدة
يعتبر تغيير السياسات النقدية للبنوك المركزية، وخاصة الفيدرالي الأمريكي، أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على أسعار الذهب. ففي حين أن الذهب لا يقدم عوائد لحامليه، فإنه يصبح أكثر جاذبية في ظل فترات خفض الفائدة، حيث يبحث المستثمرون عن بدائل للاستثمار تضمن لهم استقرارًا وأمانًا في ظل تقلبات الأسواق الأخرى.
وفي الوقت الذي تسعى فيه البنوك المركزية إلى مواجهة التحديات الاقتصادية من خلال تحفيز النمو وزيادة التوظيف، تواجه أيضًا ضغوطًا للسيطرة على التضخم. وهذا التوازن الدقيق بين دعم الاقتصاد والتحكم في التضخم هو ما يدفع أسعار الذهب إلى الارتفاع، خصوصًا مع انخفاض العائد على الأدوات الاستثمارية الأخرى مثل السندات.
أداء الذهب التاريخي والتوقعات المستقبلية
إذا استمر الاتجاه الحالي لأسعار الذهب، من المتوقع أن يسجل المعدن النفيس أداءً قويًا في الربع الأخير من العام، خاصة مع تزايد التكهنات بشأن مزيد من خفض الفائدة. كما أن الظروف الاقتصادية العالمية الحالية تدعم الطلب على الذهب كملاذ آمن ضد المخاطر، مما يعزز من التوقعات بمزيد من التدفقات الاستثمارية إلى صناديق الذهب.
ختامًا، يعد الذهب أحد الأدوات الاستثمارية الأكثر جاذبية في فترات التقلبات الاقتصادية، ومن المتوقع أن يستمر في تحقيق مكاسب إضافية في ظل استمرار السياسات النقدية الميسرة للبنك الفيدرالي الأمريكي.
لوجو موقع الملخص الاقتصادي
للمزيد من الأخبار الاقتصادية واللحظية تابعنًا على صفحتنا على فيسيوك من هنا:
موقع الملخص الاقتصادي للأخبار هو منصة إلكترونية مصممة خصيصًا لتزويد المستخدمين بملخصات شاملة لأهم الأحداث الاقتصادية. التي تشهدها الأسواق العالمية والإقليمية.
ويهدف موقع الملخص الاقتصادي إلى توفير معلومات دقيقة وموجزة حول التطورات الاقتصادية، مما يسهل على القراء فهم الأحداث.