كشف الملياردير نجيب ساويرس، رجل الأعمال ورئيس مجلس إدارة شركة “أوراسكوم للاستثمار”، تفاصيل محفظته الاستثمارية وما تحمله من معطيات استراتيجية تبرز تنوع مصادر الثروة وتأثير التحديات الاقتصادية على مختلف القطاعات.
إذ أعلن ساويرس أن نصف محفظته الاستثمارية متمثلة في مناجم وشركات التنقيب عن الذهب داخل إفريقيا، بينما يشكل العقار جزءًا رئيسيًا من استثماراته، إذ يُقدر بأن ثلث محفظته حالياً في هذا القطاع مع توقع تجاوز استثماراته العقارية لنصف حجم محفظته في المستقبل القريب.

تفاصيل المحفظة الاستثمارية لساويرس
صرّح ساويرس خلال مقابلة مع برنامج «كلمة أخيرة» المذاع على قناة ON بأن محفظته الاستثمارية تتنوع بين قطاعات عدة، حيث يشكل قطاع الذهب نصيباً كبيراً منها.
وقد أوضح أن استثماراته في مناجم الذهب وشركات التنقيب داخل إفريقيا تُعَدُّ حجر الزاوية لاستراتيجيته الاستثمارية، إذ يعتمد على تقلبات أسعار الذهب وتوجهات الأسواق العالمية.
وفي المقابل، تمثل الاستثمارات العقارية جزءًا لا يقل أهمية؛ إذ يُتوقع أن ترتفع حصتها من المحفظة لتتجاوز النسبة الحالية، مما يعكس الثقة الكبيرة التي يوليها ساويرس لهذا القطاع رغم التحديات الراهنة.
تأثير التحديات الاقتصادية على القطاع العقاري
أوضح ساويرس في حديثه أن شركته للتطوير العقارية “أورا” شهدت خسائر على مدى ثلاثة أعوام متتالية، وذلك بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار والتضخم غير الطبيعي الذي أثر سلبًا على تكلفة المواد الخام.
وأشار إلى أن السبب الرئيسي وراء هذه الخسائر كان الاتفاق على سعر بيع قبل ارتفاع أسعار الخامات، مما أدى إلى تفاوت في التكاليف والعوائد.
وأكد أن هذه التجربة عززت وعيه بضرورة مرونة الأسعار وتحديث آليات التعاقد لمواجهة التقلبات الاقتصادية المستمرة.
التحديات التي تواجه قطاع العقارات
تعددت التحديات التي تواجه القطاع العقاري بحسب تصريحات ساويرس؛ فمنها ارتفاع التضخم وسعر الصرف وطول مدة إصدار التراخيص والإجراءات، والتي تؤثر بشكل مباشر على أرباح الشركات العقارية.
وأوضح أن التأخر في إصدار التراخيص يُعد من أهم العوامل التي “تأكل” من أرباح الشركات، مما دفع شركته إلى اتخاذ خطوات جريئة لزيادة طاقة البناء لديها. فقد قامت “أورا” بتوقيع عقود جديدة مع شركات مقاولات لتوسيع قدراتها الإنتاجية والتكيف مع التضخم الحاد الذي يشهده السوق.
الاستجابة للتحديات من خلال استراتيجيات البناء
في إطار سعيه للتغلب على العقبات الاقتصادية، أعلن ساويرس عن خطط استراتيجية لزيادة وتيرة البناء وتوسيع شبكة المشاريع العقارية، خاصة في الأسواق المحلية والدولية.
وأكد أن شركته تعمل على تنويع المشاريع بحيث تتركز المخاطر في مناطق جغرافية أقل عرضة للتقلبات؛ حيث ذكر أن المخاطر في مشروعات الساحل الشمالي أقل مقارنةً بمشروعات التجمع الخامس والسادس من أكتوبر.
كما أن مبيعات “أورا” للعرب تتراوح بين 10 إلى 15%، مما يدل على تنوع قاعدة العملاء وتوسع نشاط الشركة في أسواق متعددة.
خلفية اقتصادية ومالية
يأتي هذا التنوع في المحفظة الاستثمارية في ظل ظروف اقتصادية عالمية يشهد فيها السوق تقلبات حادة نتيجة ارتفاع أسعار الصرف وتغيرات في أسعار السلع الأساسية، مثل الذهب والمواد الخام. ومن المعروف أن أسعار الذهب تشكل ملاذًا آمنًا للمستثمرين في أوقات الاضطرابات الاقتصادية، وهو ما يجعل استثمار ساويرس في مناجم الذهب داخل إفريقيا خطوة استراتيجية تهدف إلى تحقيق استقرار نسبي للمحفظة. وفي الوقت ذاته، يعتبر القطاع العقاري من القطاعات التي تتميز بالمرونة على المدى البعيد، رغم التقلبات المؤقتة، مما يجعله مجالاً واعداً لتحقيق عوائد مستقبلية كبيرة.
تأثير التضخم وأسعار الصرف على الشركات العقارية
إن ارتفاع التضخم وتذبذب سعر الصرف يُشكّلان تحديات جمة تواجه الشركات العقارية، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة تكاليف الإنتاج والبناء وتقليل هوامش الربح.
وقد أشار ساويرس إلى أن شركته “أورا” تكبدت خسائر نتيجة لهذه العوامل، مما استدعى إعادة النظر في استراتيجيات التسعير والتعاقد مع الموردين.
وقد أدى ذلك إلى تبني سياسات مرنة تتماشى مع التغيرات الاقتصادية، مثل توقيع عقود طويلة الأجل مع شركاء استراتيجيين وتحديد أسعار بيع تضمن التعويض عن تقلبات الأسعار المستقبلية.
رؤية مستقبلية لاستثمارات “أورا” الخارجية
من بين أبرز التصريحات التي أدلى بها ساويرس، توقعاته بأن تصل مبيعات “أورا” الخارجية إلى ملياري دولار خلال عامين.
وتأتي هذه التوقعات في ظل جهود الشركة لتوسيع نطاق نشاطها في الأسواق العالمية، خاصة مع ازدياد الطلب على المشاريع العقارية ذات الجودة العالية في ظل تحديات السوق المحلية. وأشار ساويرس إلى أن تنويع الأسواق المستهدفة يُعد من أهم استراتيجيات النمو التي تعتمد عليها الشركة لمواجهة الفقاعة العقارية داخل مصر والتقلبات الاقتصادية التي قد تؤثر على الأداء العام.
التوسع في السوق المصري وتأثيره على المبيعات
أكد ساويرس أن مصر تُعتبر حالياً أهم أسواق مشروعات “أورا” العقارية، حيث يشهد السوق المصري نشاطًا متزايدًا على الرغم من الضغوط الاقتصادية الراهنة.
ورغم القلق من تأثير الفقاعة العقارية المحتملة على المبيعات، إلا أن الشركة تُظهر استعدادًا لزيادة وتيرة البناء والتوسع في المشاريع لتلبية الطلب المحلي والدولي.
ويُعزى ذلك إلى الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها القطاع العقاري المصري، بالإضافة إلى الدعم الحكومي الذي يُسهم في تعزيز ثقة المستثمرين وتحفيز النمو الاقتصادي.
استراتيجيات مواجهة الفقاعة العقارية
يرى ساويرس أن الفقاعة العقارية تُعد من أهم المخاطر التي قد تهدد استقرار السوق العقاري، مما دفعه إلى اتخاذ إجراءات سريعة لزيادة وتيرة البناء وتنويع مصادر الدخل.
وفي هذا السياق، تعمل الشركة على تحسين عمليات إصدار التراخيص وتسريع الإجراءات الإدارية بالتعاون مع الجهات الحكومية المختصة، وذلك بهدف تقليل الفجوة بين الطلب والعرض في السوق. كما يتم التركيز على تقليل الاعتماد على العقود الثابتة والعمل على تطوير نماذج تمويل مبتكرة تضمن استدامة المشاريع العقارية على المدى الطويل.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية واللحظية تابعنًا على صفحتنا على فيسيوك من هنا:
موقع الملخص الاقتصادي هو منصة إلكترونية مصممة لتزويد المستخدمين بملخصات شاملة للأحداث الاقتصادية. التي تشهدها الأسواق العالمية والإقليمية.
كما أن موقع الملخص الاقتصادي يهدف إلى توفير معلومات دقيقة وموجزة حول التطورات الاقتصادية، مما يسهل على القراء فهم الأحداث.