عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعاً صباح اليوم، بمقر الحكومة بالعاصمة الإدارية الجديدة، مع السيد تشانج وون سام، رئيس وكالة التعاون الدولي الكورية (كويكا)، والوفد المرافق له، بحضور الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، والسيد كيم يونج هيون، سفير جمهورية كوريا الجنوبية لدى مصر.
تعزيز التعاون المصري الكوري
استهل الدكتور مصطفى مدبولي الاجتماع بالترحيب بالسيد تشانج وون سام في أول زيارة له لمصر منذ عام 2009. وأكد رئيس الوزراء أهمية هذه الزيارة التي تعكس رغبة البلدين في تعزيز التعاون الثنائي على المستويين السياسي والاقتصادي. وأشاد بالعلاقات المتميزة التي تربط مصر وكوريا، واصفاً إياها بالشراكة النموذجية التي حققت نجاحات ملموسة في عدة مشروعات تنموية.
وأكد مدبولي مكانة كوريا الجنوبية كشريك استراتيجي لمصر في آسيا، مشيراً إلى أن التعاون بين البلدين يُعد نموذجاً للشراكات المثمرة في تحقيق التنمية المستدامة. كما أعرب عن تقديره لاختيار مصر كواحدة من الشركاء الخمسة ذوي الأولوية ضمن برنامج المساعدات الإنمائية الرسمية لكوريا، وهو ما يعزز أهمية التعاون بين البلدين ويعكس التزامهما بتحقيق التنمية الشاملة.
مشروعات تعاون جديدة في 2024
أشاد رئيس الوزراء بتوقيع المرحلة الثانية من مشروع تعزيز القدرات التعليمية بجامعة بني سويف التكنولوجية، بقيمة 8 ملايين دولار، والذي يهدف إلى ربط التعليم بالصناعة في مجالات مثل الميكاترونيك، تكنولوجيا المعلومات، السيارات الكهربائية، وتكنولوجيا السكك الحديدية.
وسلّط الضوء على محفظة التعاون بين مصر ووكالة كويكا، التي بلغت قيمتها نحو 100 مليون دولار. وأوضح أن الوكالة ستعمل على تنفيذ 6 مشروعات جديدة في مصر خلال عام 2024، تشمل مجالات التمكين الاقتصادي، بناء القدرات، التحول الرقمي، والمناخ.
أهمية تطوير الكوادر البشرية
أكد رئيس الوزراء أهمية الدور الذي تلعبه وكالة كويكا في دعم جهود الحكومة المصرية لبناء الكوادر البشرية، مشيداً ببرنامج تحسين القدرات (CIAT) الذي يقدمه الجانب الكوري لتدريب المسؤولين الحكوميين المصريين. وأوضح أن هذه البرامج التدريبية ساهمت بشكل كبير في تعزيز مهارات الكوادر المصرية، خاصة في مجالات الحوكمة والإدارة.
وأعرب مدبولي عن تطلعه إلى زيادة عدد المشروعات المشتركة بين الجانبين، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 وأولويات التنمية الوطنية.
كلمة رئيس وكالة كويكا
من جانبه، أعرب السيد تشانج وون سام عن تقديره لحسن الاستقبال في مصر، مشيداً بالتجربة التنموية المصرية التي وصفها بأنها نموذج رائد في تجاوز التحديات الاقتصادية. وأكد أن مصر تُعد شريكاً محورياً للوكالة الكورية في القارة الأفريقية، معرباً عن تطلعه لتعزيز التعاون في مشروعات التنمية المستدامة.
وأشار رئيس وكالة كويكا إلى أن الوكالة تعمل على دعم برامج التنمية في مصر من خلال مشروعات نوعية تخدم الأهداف المشتركة. وأضاف أن إجمالي الدعم الذي قدمته الوكالة لمصر بلغ نحو 90 مليون دولار حتى عام 2023، مع تخصيص ميزانية جديدة لدعم 6 مشروعات خلال 2024 في مجالات المناخ، التمكين الاقتصادي، وبناء القدرات.
آفاق جديدة للتعاون
أعربت الدكتورة رانيا المشاط عن تطلعها إلى استكشاف آفاق جديدة للتعاون مع الوكالة الكورية، خاصة في مجالات الطاقة الخضراء، التكنولوجيا المتقدمة، وإصلاح التعليم. وأكدت أهمية تعزيز مشاركة القطاع الخاص الكوري في تنفيذ المشروعات التنموية بمصر، مشيرة إلى أهمية الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتحقيق التنمية المستدامة.
كما شددت الوزيرة على ضرورة إنشاء خارطة طريق طويلة الأجل للتعاون بين الجانبين، بما يتماشى مع رؤية مصر 2030، لتحقيق الاستفادة القصوى من الخبرات الكورية في التحول الرقمي والابتكار.
دور الوكالة الكورية في التنمية
أوضح رئيس وكالة كويكا أن الوكالة تعتمد على استراتيجيات مبتكرة لتنفيذ مشروعات تنموية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة. وأكد أن مصر تلعب دوراً محورياً في تحقيق رؤية الوكالة التنموية في القارة الأفريقية، معرباً عن تطلعه إلى مزيد من التعاون لدعم برامج التنمية في آسيا وأفريقيا على حد سواء.
ختام اللقاء
اختتم الاجتماع بالتأكيد على أهمية تعزيز التعاون بين مصر وكوريا الجنوبية في كافة المجالات التنموية، مع التركيز على التعليم التكنولوجي، التحول الرقمي، والمناخ، بما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.