توقع بنك “غولدمان ساكس” أن يبلغ متوسط أسعار النفط نحو 76 دولاراً للبرميل في عام 2025، مستنداً إلى فائض معتدل من الخام وتوفر طاقة فائضة لدى كبار المنتجين. وأشار البنك إلى انحسار المخاوف بشأن تعطل محتمل في الإمدادات الإيرانية كعامل أساسي وراء هذا التوقع.
اقرأ أيضًا
الوزير يشهد توقيع بروتوكول تعاون لتنفيذ 35 مشروعًا تنمويًا في الصعيد
التشجير.. مصر تزرع 80 مليون شجرة بحلول 2029
مخاطر هبوط الأسعار تفوق العوامل الداعمة
في مذكرة صدرت أمس الثلاثاء، أكد “غولدمان ساكس” أن مخاطر انخفاض أسعار النفط على المدى المتوسط تتفوق على العوامل التي قد تؤدي إلى ارتفاعها. وأضاف البنك: “نتوقع أن تتراوح الأسعار بين 70 و85 دولاراً للبرميل، مع ميل طفيف نحو الهبوط، نظراً للطاقة الفائضة العالية والتعريفات التجارية المحتملة.”
احتمال ارتفاع الأسعار بنهاية العام
ورغم هذه التوقعات، لم يستبعد البنك إمكانية ارتفاع أسعار النفط بحلول نهاية العام، وفقاً لتقرير نشرته “رويترز”. وأوضح محللو البنك أنه رغم وفرة الطاقة الفائضة عالمياً واستمرار إنتاج النفط الإيراني دون انقطاع، فإن فائض المعروض في عام 2025 ليس محسوماً.
توتر الشرق الأوسط وتأثيره على الأسواق
وأشار “غولدمان ساكس” إلى أن المخاطر الجيوسياسية لم تؤثر بشكل كبير على إمدادات النفط، حيث لم يسجل التوتر بين إسرائيل وإيران تأثيراً ملموساً على الإمدادات. ومع ذلك، حذر البنك من أن مخاطر العرض قد تظل قائمة إذا استمر الصراع في الشرق الأوسط دون حل.
استمرار ارتفاع أسعار النفط
شهدت أسعار النفط ارتفاعاً للجلسة الثانية على التوالي أمس الثلاثاء، حيث سجلت عقود برنت الآجلة 76.04 دولاراً للبرميل. ويرجع ذلك إلى تقليل المتداولين من تأثير احتمالية وقف إطلاق النار في الشرق الأوسط، مع تركيزهم على مؤشرات تحسن الطلب من الصين.
النفط خلال العام الماضي والحالي
شهدت أسعار النفط تقلبات كبيرة خلال العامين الماضيين، حيث تأثرت بالعديد من العوامل الجيوسياسية والاقتصادية والصحية العالمية. يمكن تقسيم تحليل أسعار النفط إلى عدة عوامل رئيسية أثرت على السوق خلال العامين الماضيين.
1. جائحة كورونا وتعافي الاقتصاد
خلال عام 2020 وبداية 2021، شهدت أسعار النفط هبوطاً كبيراً بسبب تأثير جائحة كورونا على الطلب العالمي. مع تراجع الأنشطة الاقتصادية وإجراءات الإغلاق في مختلف دول العالم، انخفض الطلب على النفط بشكل ملحوظ، مما أدى إلى تراجع أسعاره لمستويات غير مسبوقة. في أبريل 2020، وصلت أسعار خام برنت إلى نحو 20 دولاراً للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ سنوات.
ومع بدء حملات التطعيم وعودة الاقتصاد العالمي للتعافي في عام 2021، ارتفعت أسعار النفط تدريجياً مع تحسن الطلب العالمي على الوقود والطاقة. بحلول نهاية 2021، عادت أسعار خام برنت لتتجاوز حاجز 70 دولاراً للبرميل، مستفيدة من تخفيف القيود الاقتصادية وزيادة استهلاك النفط.
2. تأثيرات الحرب الروسية الأوكرانية
خلال عام 2022، شهدت أسعار النفط ارتفاعاً ملحوظاً بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022. روسيا تعد واحدة من أكبر منتجي النفط في العالم، مما أدى إلى قلق في الأسواق العالمية بشأن تأثير العقوبات على الإنتاج الروسي وقدرة الدول الأوروبية على تأمين إمدادات النفط.
في مارس 2022، وصلت أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أكثر من عقد، حيث تجاوز خام برنت حاجز 120 دولاراً للبرميل. هذا الارتفاع جاء نتيجة المخاوف من تعطلات الإمدادات العالمية، بالإضافة إلى فرض عقوبات على روسيا وتقليص إنتاجها وتصديرها للنفط.
3. قرارات أوبك+
في ظل هذه التقلبات، كان لتحالف أوبك+ (منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها) دور مهم في التأثير على أسعار النفط. قرر التحالف في عدة مناسبات ضبط مستويات الإنتاج لخلق توازن في الأسواق. خلال عام 2022 وأوائل 2023، قام أوبك+ بتقليل الإنتاج بشكل تدريجي لدعم الأسعار وسط تذبذبات الطلب.
ومع ذلك، كانت هناك دعوات من قبل بعض الدول الكبرى المستهلكة للنفط، مثل الولايات المتحدة، لزيادة الإنتاج بهدف خفض الأسعار، مما أضاف توترات إضافية إلى الساحة النفطية.
4. الركود العالمي وتراجع الطلب
خلال النصف الثاني من عام 2023، بدأ الحديث عن ركود اقتصادي عالمي يؤثر بشكل مباشر على الطلب على النفط. مع تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، أكبر مستهلك للطاقة في العالم، وكذلك التوقعات بركود اقتصادي في الولايات المتحدة وأوروبا، بدأت الأسعار في التراجع.
ترافق ذلك مع الزيادة المستمرة في مخزونات النفط الأمريكية، وهو ما أثر سلباً على الأسعار. في الأشهر الأخيرة من عام 2023، تراجعت أسعار خام برنت إلى ما دون 80 دولاراً للبرميل، وهو ما يعكس حالة عدم اليقين بشأن الطلب العالمي.
5. العوامل الجيوسياسية والاقتصادية في 2024
خلال العام الحالي، 2024، استمرت أسعار النفط في التقلب نتيجة لعوامل متعددة. من بين هذه العوامل التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط بين إيران وإسرائيل، والتي أثرت بشكل طفيف على توقعات الأسواق بشأن استقرار الإمدادات. رغم ذلك، لم تحدث تعطل كبير للإمدادات حتى الآن.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت توقعات السوق بشأن السياسات النقدية والاقتصادية في الولايات المتحدة وأوروبا دوراً هاماً في التأثير على الأسعار. مع استمرار ارتفاع معدلات الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لمحاربة التضخم، تأثرت أسواق النفط بانخفاض الطلب نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي.
توقعات “غولدمان ساكس” وأسعار النفط المستقبلية
توقعات بنك “غولدمان ساكس” بأن يبلغ متوسط سعر النفط في عام 2025 نحو 76 دولاراً للبرميل تعكس فهم البنك للفائض المعتدل المتوقع في الإمدادات، وكذلك توقعات بانخفاض المخاوف بشأن تعطل محتمل في الإمدادات الإيرانية. ومع ذلك، يرى المحللون في البنك أن هناك عوامل قد تساهم في تقلب الأسعار على المدى القصير، مثل استمرار الصراعات الجيوسياسية والمخاطر التجارية.
بناءً على ما سبق، يبدو أن أسعار النفط ستظل تحت تأثير مزيج من العوامل الاقتصادية والجيوسياسية، مما يجعل التوقعات المستقبلية تعتمد إلى حد كبير على تطورات السوق العالمية.
لوجو موقع الملخص الاقتصادي
للمزيد من الأخبار الاقتصادية واللحظية تابعنًا على صفحتنا على فيسيوك من هنا:
موقع الملخص الاقتصادي للأخبار هو منصة إلكترونية مصممة خصيصًا لتزويد المستخدمين بملخصات شاملة لأهم الأحداث الاقتصادية. التي تشهدها الأسواق العالمية والإقليمية.
ويهدف موقع الملخص الاقتصادي إلى توفير معلومات دقيقة وموجزة حول التطورات الاقتصادية، مما يسهل على القراء فهم الأحداث.