أكد جاي بلاتين، الأمين العام لغرفة الملاحة الدولية “ICS”، أن عودة الخطوط الملاحية الكبرى إلى استخدام قناة السويس قد تستغرق بضعة أشهر، مشيراً إلى أن تحسن الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر يشير إلى استعادة تدريجية للثقة بين شركات الشحن العالمية.
جاءت تصريحات بلاتين خلال لقائه مع الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، حيث استعرض الجانبان تطورات الوضع الملاحي في البحر الأحمر وباب المندب، وأهمية تعزيز الأمن البحري لضمان عودة التجارة العالمية إلى مسارها الطبيعي.
تأثير الأوضاع الأمنية على قناة السويس
شهدت إيرادات قناة السويس انخفاضاً حاداً بنسبة 60% خلال عام 2024، ما يعادل 7 مليارات دولار، بسبب الأوضاع المتوترة في البحر الأحمر وباب المندب.
بدأت الأزمة عندما شنت جماعة الحوثيين في اليمن، منذ أكتوبر 2023، هجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل، مما دفع العديد من شركات الشحن العالمية إلى تغيير مساراتها بعيداً عن قناة السويس، متجهة إلى طريق رأس الرجاء الصالح الأكثر تكلفة ووقتاً.
إلا أن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في غزة في 19 يناير الماضي أدى إلى تهدئة الأوضاع في البحر الأحمر، مما عزز من فرص عودة الملاحة إلى القناة.
غرفة الملاحة الدولية: الأولوية للأمان البحري
أكد بلاتين أن المجتمع الملاحي العالمي يراقب الوضع عن كثب، مشدداً على أن الأمان البحري للسفن والأطقم والبضائع يظل الأولوية القصوى لجميع الجهات الفاعلة في قطاع النقل البحري.
كما أشاد بالجهود التي تبذلها هيئة قناة السويس لضمان استدامة سلاسل الإمداد العالمية، وحرصها على تقديم حوافز لجذب الخطوط الملاحية العالمية من جديد.
ازدواج قناة السويس.. تعزيز للأمان الملاحي
من جانبه، أكد الفريق أسامة ربيع أن قناة السويس مستمرة في تطوير بنيتها التحتية، حيث بدأ التشغيل الفعلي لمشروع ازدواج قناة السويس في نطاق القطاع الجنوبي، مما يعزز قدرة القناة على استيعاب المزيد من السفن بأمان أكبر، في ظل التحديات التي واجهتها الملاحة البحرية خلال الأشهر الماضية.
وأشار ربيع إلى أن هيئة قناة السويس تحرص على التواصل المستمر مع المنظمات الملاحية العالمية لضمان استعادة الحركة الملاحية إلى طبيعتها بأسرع وقت ممكن.
التوقعات بعودة الملاحة إلى طبيعتها
يرى الخبراء أن عودة الملاحة عبر قناة السويس إلى طبيعتها قد تستغرق ما بين 3 إلى 6 أشهر، بناءً على مدى استقرار الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر، واستجابة شركات الشحن العالمية للمتغيرات الجديدة.
وفي الوقت نفسه، تستمر هيئة قناة السويس في تقديم التسهيلات المالية والتشغيلية لاستعادة حصتها من التجارة العالمية، خاصة بعد أن تسبب تحويل مسار السفن إلى رأس الرجاء الصالح في ارتفاع تكلفة النقل البحري عالمياً.
أهمية قناة السويس للاقتصاد العالمي
تعد قناة السويس أحد أهم الممرات المائية في العالم، حيث يمر عبرها 12% من حجم التجارة العالمية، مما يجعل استعادة الملاحة الطبيعية عبرها عاملاً حاسماً في استقرار أسواق الشحن وأسعار السلع.
كما أن استمرار تعافي القناة سيؤدي إلى تحسن الإيرادات المصرية من رسوم العبور، مما يدعم الاقتصاد المصري ويقلل من التأثيرات السلبية التي شهدها القطاع الملاحي خلال عام 2024.
ختاماً.. التفاؤل بعودة قناة السويس إلى ريادتها
على الرغم من التحديات التي واجهتها قناة السويس بسبب الأوضاع الأمنية في البحر الأحمر، فإن الجهود المستمرة لتحسين البنية التحتية، وتعزيز الأمان البحري، واستعادة ثقة شركات الشحن، تعزز من فرص عودة الملاحة إلى طبيعتها خلال الأشهر المقبلة.
وتظل قناة السويس الطريق الملاحي الأسرع والأكثر كفاءة للتجارة بين آسيا وأوروبا، مما يجعل تعافيها السريع أمراً ضرورياً لاستقرار الاقتصاد العالمي.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية واللحظية تابعنًا على صفحتنا على فيسيوك من هنا:
موقع الملخص الاقتصادي هو منصة إلكترونية مصممة لتزويد المستخدمين بملخصات شاملة للأحداث الاقتصادية. التي تشهدها الأسواق العالمية والإقليمية.
كما أن موقع الملخص الاقتصادي يهدف إلى توفير معلومات دقيقة وموجزة حول التطورات الاقتصادية، مما يسهل على القراء فهم الأحداث.
