مع انضمام مصر لمجموعة بريكس.. صرح علاء نصر الدين، عضو مجلس إدارة غرفة صناعة الأخشاب والأثاث باتحاد الصناعات، وعضو لجنة التعاون العربي باتحاد الصناعات، أن مصر قد بدأت بالفعل في جني مكاسب اقتصادية وتجارية واستثمارية واسعة النطاق من خلال عضويتها في مجموعة “بريكس”.
وأشار إلى أن حضور الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيًا في قمة “بريكس” يؤكد على أهمية هذه الخطوة في تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية المصرية مع مختلف القوى العالمية.
القيمة الاقتصادية لمجموعة بريكس
أكد نصر الدين أن مجموعة بريكس أصبحت لاعبًا رئيسيًا على الساحة الاقتصادية العالمية، حيث تتجاوز القيمة الاقتصادية لدول المجموعة حاجز 30 تريليون دولار، كما أنها تسيطر على 20% من حجم التجارة العالمية.
هذا التكتل يضم دولًا كبرى مثل الصين وروسيا والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا، ومع انضمام دول جديدة مثل مصر وإيران والإمارات وإثيوبيا في عام 2024، ازداد تأثير المجموعة بشكل كبير، مما أربك حسابات الدول الكبرى، خاصة الاتحاد الأوروبي.
التحديات الاقتصادية العالمية ودور مصر في بريكس
أوضح نصر الدين أن مصر خلال مشاركتها في اجتماعات “بريكس” التي تعقد في مدينة قازان الروسية، شددت على أهمية إصلاح النظام المالي العالمي ليصبح أكثر ديمقراطية وأكثر استجابة لاحتياجات الدول النامية.
يأتي انعقاد هذه القمة في ظل تحديات اقتصادية وسياسية كبيرة، من بينها الأزمات في منطقة الشرق الأوسط وتداعيات الأزمات الاقتصادية التي أثرت على العديد من الدول النامية، بما في ذلك مصر.
تأثير توسيع عضوية بريكس
انضمام مصر إلى بريكس يأتي في وقت حساس، حيث يشهد العالم تغيرات اقتصادية وسياسية كبيرة.
نصر الدين أشار إلى أن انضمام مصر هو جزء من توسيع العضوية التي شملت خمس دول جديدة في عام 2024.
بالإضافة إلى مصر، انضمت إيران وإثيوبيا والإمارات العربية المتحدة إلى المجموعة، وتم توجيه الدعوة للسعودية والأرجنتين للانضمام، كما أعربت دول أخرى مثل تركيا عن رغبتها في الانضمام.
هذا التوسع جعل “بريكس” كتلة اقتصادية لا يمكن تجاهلها على الساحة الدولية، حيث يبلغ عدد سكان الدول الأعضاء 3.5 مليار نسمة، وهو ما يمثل حوالي 45% من سكان العالم.
كما أن دول بريكس تمثل 45% من إنتاج النفط العالمي و20% من حجم التجارة الدولية.
أهمية بريكس لمصر
من خلال عضويتها في مجموعة بريكس، يمكن لمصر تحقيق مكاسب كبيرة، خاصة في مجالات الاستثمار والتجارة. الدول الأعضاء في المجموعة تشكل 31.5% من حجم الاقتصاد العالمي وتنتج أكثر من ثلث حبوب العالم.
هذه الأرقام توضح أن بريكس أصبحت تكتلًا اقتصاديًا له تأثير كبير، حيث تتجاوز مساهمته في الاقتصاد العالمي 31.5% بنهاية عام 2022، وهو ما يزيد على مساهمة القوى السبع الصناعية التي بلغت 30.7%.
فرص مصر في بريكس
مصر، بفضل موقعها الجغرافي والاقتصادي، قادرة على الاستفادة من عضويتها في بريكس لتعزيز دورها الاقتصادي على المستوى الدولي.
نصر الدين أوضح أن انضمام مصر إلى هذه المجموعة يمنحها فرصة لتوسيع شبكة علاقاتها الاقتصادية، وتعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع دول مثل الصين وروسيا والبرازيل، وهي دول تشكل سوقًا كبيرًا للمنتجات المصرية.
تعزيز التعاون الاقتصادي بين مصر ودول بريكس
من المتوقع أن تستفيد مصر من توسيع نطاق التعاون مع دول بريكس في مجالات مختلفة، مثل الصناعة والتكنولوجيا والطاقة.
نصر الدين أشار إلى أن دول بريكس تمثل أكثر من ثلث إنتاج الحبوب في العالم، وهو ما يمكن أن يفتح أبوابًا جديدة أمام مصر للتعاون في مجال الزراعة وإنتاج الحبوب.
كما أن الإنتاج الضخم من النفط الخام الذي يمثل 45% من الإنتاج العالمي يجعل التعاون في مجال الطاقة مع دول بريكس خطوة استراتيجية لمصر، خاصة مع التحديات التي تواجه قطاع الطاقة في العالم اليوم.
بريكس: تحدٍ جديد للقوى الاقتصادية الكبرى
أكد نصر الدين أن توسع عضوية بريكس ليشمل دولًا جديدة قد أربك حسابات الدول الكبرى، خاصة الاتحاد الأوروبي.
هذا التوسع يمنح بريكس قوة اقتصادية جديدة تجبر القوى العالمية على إعادة تقييم سياساتها الاقتصادية والتجارية.
كما أن التكتل الجديد يشكل تحديًا للهيمنة الاقتصادية للقوى الغربية، حيث بدأت دول بريكس في بناء نظام اقتصادي أكثر تنوعًا واستقلالية.
الملخص الاقتصادي
في الختام، فإن انضمام مصر إلى مجموعة بريكس يمثل خطوة هامة نحو تعزيز مكانتها الاقتصادية على الساحة الدولية. من خلال هذه العضوية، تستطيع مصر تحقيق مكاسب اقتصادية وتجارية واستثمارية هائلة، وتعزيز علاقاتها مع القوى العالمية الناشئة.