تشهد عقارات فيصل تراجعًا ملحوظًا في الطلب على إيجار وشراء الوحدات السكنية خلال الفترة الحالية، نتيجة التوقعات بانخفاض الأسعار بعد مغادرة عدد كبير من السودانيين وعودتهم إلى السودان، لتفقد فيصل البقرة الحلوب التي أدرت مكاسب جمة لملاك الشقق في هذه المنطقة.
هذا التراجع يأتي في ظل ترقب المشترين لانخفاض أكبر في أسعار العقارات خلال الفترة المقبلة، فضلا عن عدم تقبل المصريين للأسعار الحالية لإيجار الشقق.
فيصل أكبر منطقة استقبالًا للسودانيين وتأثيرها على السوق العقاري
تعد منطقة فيصل من أكبر المناطق المصرية التي استقبلت السودانيين منذ اندلاع الحرب في السودان منذ مارس 2023، مما أدى إلى طفرة كبيرة في أسعار الإيجارات وأسعار التمليك بالمنطقة.
ومع بدء عودة السودانيين إلى بلادهم، بدأ السوق العقاري في فيصل يشهد تغيرات ملحوظة.
تمسك الملاك بالأسعار المرتفعة رغم تراجع الطلب
أوضح سماسرة العقارات في منطقة فيصل أن أصحاب العقارات والملاك لا يزالون متمسكين بالأسعار المرتفعة للوحدات السكنية، مشيرين إلى أن العقارات “تُمرض ولا تموت”، أي أن الأسعار عادة ما تعود للارتفاع بعد أي انخفاض. ورغم تراجع الطلب الحالي، يظل الملاك على قناعة بأن الأسعار ستعود للارتفاع لاحقًا.
انتظار لاستبدال السودانيين باللبنانيين في ظل الحرب في لبنان
تمسك أصحاب الوحدات السكنية المؤجرة بأسعارها المرتفعة يأتي على أمل أن يحل اللبنانيون محل السودانيين في المنطقة، خاصة مع استمرار الحرب الدائرة في لبنان.
ويأمل الملاك في الحفاظ على مستويات الإيجارات المرتفعة بفضل هذا السيناريو المحتمل.
تصريحات سماسرة العقارات: لا انخفاض كبير في الأسعار حتى الآن
أفادت رونزي أحمد، سمسارة عقارات في المنطقة، أن الوقت ما زال مبكرًا لملاحظة تراجع كبير في أسعار العقارات، حيث لا يزال عدد كبير من السودانيين يقيمون في فيصل. ورغم زيادة المعروض من الوحدات السكنية للإيجار، إلا أن الأسعار لم تنخفض بشكل ملموس بعد، فيما تشهد السوق العقارية انكماشًا نسبيًا في الطلب.
وأشارت إلى أنه لا محالة من انخفاض الأسعار بعد خروج السودانيين.
تأثير مغادرة السودانيين على أسعار العقارات يحتاج إلى وقت
من جانبها، قالت عبير عصام، عضو غرفة التطوير العقاري باتحاد الصناعات، أن «الثورات تصنع الثروات للبعض» مثلما حدث مع دخول السودانيين بكثافة لمناطق وأحياء بعينها في مصر وفي مقدمتها منطقة فيصل، وأدت إلى تكسب لأصحاب الشقق وتحقيق ثروات من الطفرة القياسية في الأسعار.
وأشارت في تصريح خاص لـموقع الملخص الاقتصادي، إلى أن هذا الوضع كان مؤقتًا، ولن يستمر خاصة مع عودة السودانيين لوطنهم ثانية، متوقعة أن تعود أسعار الإيجارات في فيصل إلى ما كانت عليه بعد مرور عام من بدء عودتهم إلى الخرطوم.
وأضافت: «التكسب السريع لأصحاب الوحدات السكنية وملاك الشقق في فيصل والهرم وبعض المناطق في 6 أكتوبر سيعود لا محالة إلى وضعه الأول مع انكماش الطلب -حتى لو تمسكوا بأسعارهم لعدة أشهر- خاصة أنهم لن يجدوا من يقبل بالأسعار الحالية من المستأجرين المصريين.
عوامل أخرى تؤثر على السوق العقاري
ولفتت إلى أن الانتشار الواسع للسودانيين في مصر سيكون له تأثير كبير على خفض أسعار الإيجارات للوحدات السكنية مع مرور الوقت مع زيادة أعداد السودانيين العائدين إلى السودان، وزيادة المعروض من الشقق.
وأوضحت أن السوق سرعان ما يتكيف مع التغيرات السريعة حيث يحكمه العرض والطلب، فمع زيادة العرض ينخفض السعر.
تدفق السودانيين العائدين عبر معبر أشكيت الحدودي
ويتدفق من معبر أشكيت الحدودي في وادي حلفا عددًا كبيرًا للعائدين السودانيين من مصر، حيث عاد 12 ألف شخص في أغسطس وارتفع العدد إلى 120 ألفًا في سبتمبر، معظمهم من العائلات.
وكالة الأنباء السودانية: عودة طوعية مستمرة للسودانيين من مصر
كشفت وكالة الأنباء السودانية (سونا) عن استقبال معبري أرقين وأشكيت لحوالي 1200 مواطن سوداني يعودون طوعيًا إلى السودان يوميًا، بفضل النجاحات الميدانية التي حققها الجيش السوداني ودعوات السلطات لعودة المواطنين إلى ديارهم.