أكد حلمي أبو العيش، رئيس شركة “سيكم”، أن صناعة المبيدات عالميًا تُقدر بحوالي 12.7 تريليون دولار، وهو رقم يعكس الاعتماد الكبير على هذه الصناعة رغم التكلفة العالية في معالجة النتائج المتربة عليها ومواجهة المشكلات البيئية والصحية الناتجة عنها.
وفي هذا السياق، شدد أبو العيش على أن الزراعة العضوية والحيوية توفر حلولًا مستدامة وأقل تكلفة للمزارعين، مما يسهم في تقليل تكاليف الإنتاج والحفاظ على البيئة.
الزراعة العضوية وتقليل الانبعاثات الكربونية
أشار أبو العيش إلى أن القطاع الزراعي يُسهم بحوالي 30% من إجمالي انبعاثات الكربون عالميًا، مما يجعله جزءًا أساسيًا في الجهود المبذولة للحد من البصمة الكربونية.
وأكد أن الزراعة الحيوية تُعد البديل الأنسب للزراعة التقليدية التي تعتمد على المبيدات الكيميائية، حيث تساهم في تحسين جودة التربة والمحاصيل، بالإضافة إلى تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل كبير.
مهرجان النباتات الطبية والعطرية في الفيوم
جاءت تصريحات أبو العيش خلال مشاركته في مؤتمر صحفي عُقد على هامش مهرجان النباتات الطبية والعطرية في الفيوم في دورته الثالثة، الذي نظمته الوكالة الألمانية للتعاون الدولي (GIZ).
وأشار إلى أن المهرجان يعد فرصة هامة لتبادل الخبرات بين المزارعين والشركات الزراعية، حيث شارك فيه 70 عارضًا من مختلف القطاعات الزراعية، مما يسهم في نشر الوعي حول أهمية الزراعة الحيوية وأساليبها الحديثة.
شركة سيكم والمبادرات الزراعية الحيوية في مصر
تحدث أبو العيش عن تجربة شركة “سيكم” في تبني الزراعة الحيوية منذ عام 2022، حيث بدأت الشركة من خلال الجمعسة المصرية للزراعة الحيوية بتطبيق هذه الزراعة مع أكثر من 2000 مزارع.
وأوضح أن المبادرة تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية وطرح المنتجات الحيوية في السوق بأسعار مقاربة للمنتجات التقليدية.
اقرأ أيضًا:
بيبسيكو مصر تحتفل بموسم الزراعة الخامس لمحصول البطاطس
مباحثات مصرية فرنسية لتقديم الدعم الفني لزراعة بنجر السكر وإنتاج التقاوي
وأضاف أن “الجمية المصرية للزراعة الحيوية ” ساهمت في تعزيز الدخل الإضافي للمزارعين من خلال استخراج شهادات بيئية تؤكد التزامهم بالمعايير البيئية.
الزراعة العضوية في الفيوم ومصر
كشف أبو العيش أن هناك 811 مزارعًا في محافظة الفيوم يتبنون الزراعة العضوية والحيوية بالتنسيق مع الجمعية، بالإضافة إلى 15 ألف مزارع في مختلف أنحاء مصر من خلال هذه المبادرة.
وأكد أن التحول نحو هذه الزراعة يعكس التزام المزارعين المصريين بتبني ممارسات مستدامة، مما يعزز تنافسية المنتجات المصرية في الأسواق العالمية.
ووفقًا لتقديرات أبو العيش، فإن محافظة الفيوم وحدها تضم حوالي 277 ألف مزارع، ما يجعلها منطقة رئيسية لتوسيع نطاق الزراعة العضوية.
الزراعة العضوية والمستقبل الاقتصادي للمزارعين
أشار أبو العيش إلى أن التحول نحو الزراعة العضوية لا يساهم فقط في تقليل الانبعاثات الكربونية، بل يمثل فرصة اقتصادية كبيرة للمزارعين.
وأوضح أن الطلب العالمي على المنتجات العضوية في تزايد مستمر، ما يفتح آفاقًا جديدة للتصدير والدخول إلى أسواق جديدة.
وبيّن أن الزراعة العضوية تمنح المزارعين الصغار فرصة لتحقيق الاستدامة الاقتصادية، وتعزز قدرتهم على المنافسة في الأسواق المحلية والدولية.
الزراعة العضوية كحلول لمواجهة التحديات البيئية
اختتم أبو العيش تصريحاته بالتأكيد على أن الزراعة العضوية أصبحت جزءًا أساسيًا من الحلول المستدامة لمواجهة التحديات البيئية والاقتصادية.
وأوضح أن الزراعة العضوية والحيوية تسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين صحة التربة والمحاصيل، مما يحقق فوائد طويلة الأمد للأجيال القادمة.
وأعرب عن تفاؤله بمستقبل هذا القطاع في مصر بفضل الدعم المقدم من الحكومة والمؤسسات الدولية مثل (GIZ)، مؤكدًا أن مصر تتخذ خطوات ثابتة نحو الريادة في مجال الزراعة العضوية عالميًا.
الخلفية العالمية للزراعة العضوية
تعد الزراعة العضوية من أسرع القطاعات نمواً على مستوى العالم، وذلك نتيجة الوعي المتزايد بالتأثيرات السلبية للمبيدات الكيميائية والأسمدة الصناعية على البيئة وصحة الإنسان. هذا التحول نحو ممارسات زراعية أكثر استدامة يعكس التزام الدول والمجتمعات العالمية بتقليل التلوث البيئي والتوجه نحو استهلاك منتجات طبيعية.
في هذا السياق، تسعى مصر إلى تعزيز هذا الاتجاه في الزراعة، مما يدعم مستقبل البلاد كقوة زراعية مستدامة.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية واللحظية تابعنًا على صفحتنا على فيسيوك من هنا:
موقع الملخص الاقتصادي للأخبار هو منصة إلكترونية مصممة خصيصًا لتزويد المستخدمين بملخصات شاملة لأهم الأحداث الاقتصادية. التي تشهدها الأسواق العالمية والإقليمية.
ويهدف موقع الملخص الاقتصادي إلى توفير معلومات دقيقة وموجزة حول التطورات الاقتصادية، مما يسهل على القراء فهم الأحداث.