شهدت أسعار الذهب العالمي تراجعًا طفيفًا خلال تداولات اليوم الثلاثاء، حيث استمرت في التذبذب لليوم الثاني فوق مستوى 2500 دولار للأونصة، بحثًا عن دافع جديد للارتفاع واختراق القمة السعرية الأخيرة، بهدف تسجيل مستويات تاريخية جديدة.
انخفض سعر أونصة الذهب بنسبة 0.3% ليصل إلى أدنى مستوى عند 2503 دولار للأونصة، بعد أن افتتح جلسة اليوم عند 2517 دولار للأونصة.
وحاليًا، يتداول الذهب عند مستوى 2510 دولار للأونصة، وفقًا للتحليل الفني لشركة “جولد بيليون”.
التحليل الفني وأداء الأمس
يوم أمس، ارتفع سعر الذهب إلى مستوى 2526 دولار للأونصة قبل أن يقلص مكاسبه ويغلق عند 2517 دولار للأونصة.
ويحاول المعدن النفيس جمع الزخم الكافي لمواصلة الصعود واختراق القمة السعرية الأخيرة عند 2531 دولار للأونصة، لتسجيل مستوى تاريخي جديد.
تأثير خفض أسعار الفائدة الأمريكية
بات خفض أسعار الفائدة الأمريكية في سبتمبر أمرًا متوقعًا في الأسواق، بعد تصريحات رئيس البنك الفيدرالي، جيروم باول، خلال الأسبوع الماضي، التي أشارت إلى ضرورة تغيير السياسة النقدية.
ومع ذلك، تترقب الأسواق حجم هذا التخفيض وعدد مرات الخفض المحتملة خلال العام.
يرى التجار أن هناك احتمالية بنسبة 70% لخفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، واحتمالية بنسبة 30% لخفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس في اجتماع البنك القادم في سبتمبر.
بشكل عام، يُعد خفض أسعار الفائدة إيجابيًا لأسعار الذهب، إذ يقلل من تكلفة الفرصة البديلة للذهب الذي لا يقدم عائدًا لحائزيه.
توقعات المستقبل والعوامل المؤثرة
صرحت رئيسة البنك الاحتياطي الفيدرالي في سان فرانسيسكو، ماري دالي، أن خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في الشهر المقبل أمر مرجح. ومن المتوقع أن يستمر الاتجاه الصاعد لأسعار الذهب نظرًا لأدائه الإيجابي في دورات تخفيض أسعار الفائدة السابقة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، إلى جانب الطلب المستمر من البنوك المركزية ومكانته كتحوط جيد ضد المخاطر الجيوسياسية والاقتصادية.
التوترات الجيوسياسية وتحركات السوق
من جهة أخرى، تستمر حالة من عدم الاستقرار والتوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، مما يُبقي الطلب على الذهب كملاذ آمن موجودًا في الأسواق المالية، وهو ما يصب في صالح أسعار الذهب.
فيما يتعلق بتحركات الذهب هذا الأسبوع، فقد شهد تذبذبًا منذ بداية الأسبوع بسبب تعافي مستويات الدولار الأمريكي من أدنى مستوياته منذ 13 شهرًا، مما قلل من فرص ارتفاع أسعار الذهب.
وتترقب الأسواق هذا الأسبوع صدور بيانات هامة عن الاقتصاد الأمريكي، متعلقة بمعدلات النمو خلال الربع الثاني من العام، بالإضافة إلى مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، الذي يُعد مؤشر التضخم المفضل لدى البنك الفيدرالي.