شهدت الأسواق المحلية في مصر زيادة ملحوظة في أسعار الفضة بنسبة 2.4% خلال الأسبوع الماضي، رغم تراجع سعر الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 3.7%. ويعزى هذا التفاوت إلى حالة من عدم اليقين السياسي حول الانتخابات الأمريكية المقبلة، إلى جانب قرار الفيدرالي الأمريكي المرتقب بشأن أسعار الفائدة، وفقًا لما جاء في تقرير “مركز الملاذ الآمن” (Safe Haven Hub). يُظهر التقرير أن جرام الفضة عيار 800 في مصر قد بدأ الأسبوع عند 42 جنيهًا، واختتمه عند 43 جنيهًا، بينما انخفضت الأوقية عالميًا من 33.67 دولار إلى 32.42 دولار.
أداء أسعار الفضة بمختلف العيارات محليًا
أوضح التقرير أن سعر جرام الفضة عيار 999 قد سجل نحو 53.50 جنيه، بينما بلغ سعر عيار 925 نحو 49.70 جنيه، وسجل سعر الجنيه الفضة مستوى 428 جنيهًا. يعكس هذا الارتفاع المحلي جزئيًا الزيادة في سعر الدولار محليًا، مما ساهم في دعم أسعار الفضة على الرغم من تراجع قيمتها عالميًا.
تأثير الاقتصاد الأمريكي وسوق العمل على أسعار الفضة
تأثرت أسعار الفضة بشكل واضح هذا الأسبوع نتيجة لبيانات إيجابية من الاقتصاد الأمريكي، خصوصًا بعد صدور تقرير عن طلبات البطالة الأولية. وقد انخفض عدد المطالبين بإعانات البطالة إلى 216 ألف طلب، وهو أدنى مستوى له في 22 أسبوعًا، مما يعكس تحسنًا في سوق العمل. كما أظهرت بيانات أخرى توظيف القطاع الخاص لـ233 ألف عامل في أكتوبر، بزيادة ملحوظة عن 159 ألفًا في سبتمبر، ما يعكس زيادة الطلب على العمالة.
يؤدي التحسن في سوق العمل إلى تقوية الاقتصاد، والذي غالبًا ما يؤدي إلى زيادة في سعر الدولار، وهو ما قد يؤثر على أسعار السلع الأخرى مثل الفضة والذهب. ويعكس هذا التحسن ارتفاعًا في بيئة العمل التي قد تسهم في انخفاض أسعار الفضة عالميًا على المدى القصير نتيجة الضغط البيعي، في حين يستمر الطلب القوي محليًا على الفضة في دفع الأسعار نحو الارتفاع.
نمو أسعار الفضة مقارنة بالذهب
من اللافت أن الفضة قد شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في عام 2024، إذ تجاوزت نسبة الزيادة 47% منذ بداية العام، وهو ما يفوق أداء الذهب. بلغ أعلى مستوى لسعر الأوقية في شهر أكتوبر 2012 عند 35.40 دولار، وتشير التوقعات إلى إمكانية وصول الأسعار إلى مستويات تتراوح بين 35 و40 دولارًا للأوقية خلال الفترة القادمة.
تُعتبر نسبة الذهب إلى الفضة من المقاييس المهمة في السوق، حيث شهدت تقلبًا في الأشهر الأخيرة؛ إذ بلغت النسبة حوالي 90 خلال شهري أغسطس وسبتمبر، واستقرت في الأسابيع الأخيرة عند 81.9 أوقية من الفضة مقابل أوقية واحدة من الذهب. ينعكس هذا على حركة الأسعار، حيث يشير إلى أن الطلب على الفضة أعلى نسبيًا مقارنةً بالذهب، مما يعزز احتمال استمرار ارتفاع أسعار الفضة.
الطلب الصناعي المتزايد على الفضة وتأثيره على الأسعار
تشير التوقعات إلى أن الطلب على الفضة سيزداد في السنوات القادمة، خاصة في مجالات مثل الطاقة المتجددة والصناعات التكنولوجية. يزداد استخدام الفضة في الألواح الشمسية، البطاريات، والمركبات الكهربائية، ما يعزز الطلب العالمي على هذا المعدن. كما أعلنت روسيا عن خطط لتعزيز احتياطياتها من الفضة والبلاتين، مما قد يسهم في رفع الأسعار العالمية إلى مستويات جديدة.
ومن المتوقع أن يسجل الطلب على الفضة في الصناعات المتقدمة عجزًا يصل إلى 215 مليون أوقية بحلول عام 2025، وهو ثاني أكبر عجز منذ أكثر من عشرين عامًا. ويقدر أن يصل الطلب العالمي على الفضة إلى 1.219 مليار أوقية، وهو ما يعكس الحاجة المتزايدة لهذا المعدن في صناعات التكنولوجيا والطاقة المتجددة.
مبادرات الطاقة المتجددة في الصين والهند وتأثيرها
تلعب الصين والهند دورًا مهمًا في تعزيز الطلب على الفضة من خلال مبادراتهما الوطنية للطاقة الشمسية واستثمارات الطاقة المتجددة. من المتوقع أن تؤدي مبادرة “الشبكة الشمسية الوطنية” في الصين، إلى جانب استثمارات الطاقة المتجددة المتزايدة في الهند، إلى زيادة كبيرة في الطلب على الفضة، ما قد يساهم في تعزيز الأسعار العالمية لهذا المعدن.
التوترات الجيوسياسية وارتفاع الديون في الولايات المتحدة كعوامل داعمة للفضة
تتأثر أسعار المعادن الثمينة عمومًا بالظروف الجيوسياسية والضغوط المالية، حيث أصبحت الفضة والذهب ملاذًا آمنًا للمستثمرين في ظل التوترات السياسية والأزمات. يلعب عدم اليقين المحيط بالصراعات في الشرق الأوسط، إضافة إلى الضغوط المالية المتزايدة في الولايات المتحدة نتيجة ارتفاع الدين الوطني، دورًا مهمًا في زيادة الطلب على الفضة كملاذ آمن. يعزز ذلك من توقعات ارتفاع أسعار الفضة مع زيادة مدفوعات الفائدة على الديون في الولايات المتحدة، مما يعزز جاذبية الفضة كأصل مستقر.
تأثير الانتخابات الأمريكية والسياسة النقدية للاحتياطي الفيدرالي
تشكل الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية مصدرًا آخر للضغط على أسواق الفضة، حيث يؤدي عدم اليقين السياسي إلى زيادة جاذبية المعادن الثمينة. وفي ضوء السياسة النقدية المتوقعة من الاحتياطي الفيدرالي، يُتوقع أن يقوم الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقرر يوم 7 نوفمبر، مما قد يزيد من جاذبية الفضة والذهب كملاذات آمنة.
مستقبل أسعار الفضة في ظل التوقعات العالمية
يشير تقرير “مركز الملاذ الآمن” إلى أن أسعار الفضة قد تستمر في الارتفاع خلال الفترة المقبلة، مدعومة بالطلب المتزايد في القطاع الصناعي والتكنولوجي. وفي ظل ارتفاع التوترات السياسية والضغوط المالية، تبقى الفضة من الخيارات المفضلة للمستثمرين الباحثين عن الأمان في ظل الأزمات. ومع احتمال وجود عجز في المعروض العالمي من الفضة بحلول عام 2025، يتوقع خبراء الاقتصاد استمرار هذا المعدن في جذب المستثمرين وتحقيق أسعار جديدة قياسية.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية واللحظية تابعنًا على صفحتنا على فيسيوك من هنا:
موقع الملخص الاقتصادي هو منصة إلكترونية لتزويد المستخدمين بملخصات شاملة لأهم الأحداث الاقتصادية. التي تشهدها الأسواق العالمية والإقليمية.
ويهدف موقع الملخص الاقتصادي إلى توفير معلومات دقيقة وموجزة حول التطورات الاقتصادية، مما يسهل على القراء فهم الأحداث.