كشف تقرير صادر عن “بنك أوف أمريكا” (Bank of America) عن مخاوف تتعلق بانخفاض أسعار السلع الأساسية في حال تطبيق الرئيس الأميركي “دونالد ترامب” لتعهداته بفرض رسوم جمركية باهظة لتعزيز التصنيع المحلي.
تهدف هذه السياسات إلى دعم الصناعة الأميركية وخلق فرص عمل جديدة، لكنها قد تحمل تداعيات غير متوقعة على أسواق السلع العالمية.
وصرح “فرانسيسكو بلانش”، استراتيجي السلع الأساسية لدى “بنك أوف أمريكا”، في مقابلة مع “بلومبرج”، قائلاً: “أمريكا أولاً تعني السلع الأساسية ثانياً”.
رسوم جمركية مرتفعة وتأثيرات متوقعة
خطة “ترامب” تتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 20% على جميع السلع المستوردة، بالإضافة إلى رسوم بنسبة 60% على الواردات القادمة من الصين، وهو ما يمثل ضغطاً كبيراً على السلع الأساسية المرتبطة بالتجارة الدولية.
في حين تهدف هذه السياسات إلى تقليل الاعتماد على الواردات، إلا أن الخبراء يحذرون من أنها قد تؤدي إلى زيادة التضخم في المدى القريب، ما سيؤثر على القوة الشرائية للمستهلكين الأميركيين ويضع ضغطاً على الاقتصاد الكلي.
الغاز الطبيعي المسال بين الفرص والتحديات
ضمن السياسات الجديدة، يُتوقع أن تستأنف إدارة ترامب إصدار تصاريح تصدير الغاز الطبيعي المسال للدول غير الشريكة في اتفاقيات التجارة الحرة مع الولايات المتحدة.
يُعد الغاز الطبيعي المسال أحد العناصر الأساسية في السوق العالمية للطاقة، وتوقف إصدار التصاريح في يناير الماضي كان جزءاً من توجه إدارة “بايدن” نحو ضبط الصادرات لتحقيق التوازن في السوق المحلي.
إعادة إصدار التصاريح قد تدعم منتجي الغاز الأميركيين على المدى الطويل، لكنها قد تزيد من تنافسية الأسواق العالمية وتضغط على أسعار الغاز الطبيعي المسال.
آثار اقتصادية أوسع على السلع
السياسات الجمركية المرتفعة قد تُحدث تأثيراً واسع النطاق على أسواق السلع، لا سيما السلع الزراعية والمنتجات المعدنية والطاقة. يرى بعض الخبراء أن الرسوم الجمركية المرتفعة ستُضعف الطلب على السلع المستوردة، مما يؤدي إلى انخفاض أسعارها العالمية.
ورغم ذلك، قد تواجه الولايات المتحدة تحديات داخلية مع ارتفاع تكلفة السلع المستوردة، ما قد يضيف ضغوطاً تضخمية على الاقتصاد الأميركي.
تحذيرات الخبراء من تداعيات السياسة الجمركية
حذر العديد من الخبراء الاقتصاديين من أن الاستراتيجية الجديدة قد تكون سلاحاً ذا حدين. فرغم الفوائد المحتملة للصناعة الأميركية، فإن الأضرار الاقتصادية الأوسع نطاقاً قد تفوق المكاسب.
وأشار “فرانسيسكو بلانش” إلى أن ارتفاع الرسوم الجمركية قد يدفع الأسواق العالمية نحو حالة من عدم اليقين، خاصة مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
تحديات تضخم الأسعار
زيادة الرسوم الجمركية على السلع الأجنبية قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة بشكل كبير، ما يؤثر على المستهلكين الأميركيين مباشرةً.
ومع تأثر القدرة الشرائية، قد يواجه الاقتصاد الأميركي ضغوطاً تضخمية جديدة.
النظرة المستقبلية
يبقى مستقبل سياسات الرسوم الجمركية في يد إدارة “ترامب”، والتي ستبدأ بتنفيذ سياساتها بعد تنصيبه في يناير المقبل. في غضون ذلك، يُنصح الشركات والمستثمرين بمراقبة التطورات عن كثب والاستعداد لتأثيرات محتملة على الأسواق المحلية والعالمية.
للمزيد من الأخبار الاقتصادية واللحظية تابعنًا على صفحتنا على فيسيوك من هنا:
موقع الملخص الاقتصادي هو منصة إلكترونية مصممة لتزويد المستخدمين بملخصات شاملة للأحداث الاقتصادية. التي تشهدها الأسواق العالمية والإقليمية.
كما أن موقع الملخص الاقتصادي يهدف إلى توفير معلومات دقيقة وموجزة حول التطورات الاقتصادية، مما يسهل على القراء فهم الأحداث.