في إطار التوجيهات الرئاسية لتعزيز التعاون والتكامل المصري الإفريقي، استضاف “البنك المركزي المصري” وفداً من “البنك المركزي الجيبوتي” لتدريبه على أحدث الأنظمة المصرفية المعتمدة في مجالات رئيسية تتعلق بالبنوك المركزية. ويأتي هذا التعاون ضمن جهود “البنك المركزي المصري” لدعم التكامل المصرفي الإفريقي، بهدف تبادل الخبرات وتطوير الكفاءات المهنية بما يخدم البنوك المركزية في القارة.
مجالات التدريب وأنظمة العمل المتقدمة
شمل البرنامج التدريبي موضوعات ذات أولوية منها “نظام الإبلاغ عن المعاملات الدولية في مصر (ITRS)”، الذي يعد من أبرز الأدوات المستخدمة في تجميع بيانات ميزان المدفوعات المصري، بالإضافة إلى التدريب على الأنظمة المتعلقة بالاعتمادات المستندية ونظم الدفع. وقد تم تنظيم البرنامج التدريبي المكثف خلال الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر 2024، بمشاركة عدد من البنوك التجارية المصرية، ما أضفى خبرات عملية وتطبيقية على الجوانب النظرية للبرنامج التدريبي.
إيفاد ممثلين إلى جيبوتي للتدريب المباشر
بالتوازي مع استضافة الوفد الجيبوتي، قام “البنك المركزي المصري” بإيفاد ثلاثة من ممثليه إلى جيبوتي لتقديم تدريب مباشر للكوادر الجيبوتية، وذلك في إطار التعاون المستمر بين الطرفين. كما نظم البنك عدداً من الدورات التدريبية الافتراضية حول موضوعات “إعادة هيكلة البنوك وتطوير الحلول المصرفية”، و”التطبيق الفعّال للمعايير الدولية في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب”، و”اختبارات الضغط المالي (Stress Testing)”، وأيضاً “التحول إلى نظام رسائل السويفت الجديد ISO 20022”.
آليات تجميع البيانات وأدوات التدقيق المصرفي
تضمن البرنامج التدريبي عرضاً شاملاً حول آلية تجميع المعاملات الدولية وتوضيح النظم المختلفة المستخدمة في إرسال البيانات إلى قاعدة بيانات “البنك المركزي المصري”. واشتمل البرنامج أيضاً على شرح عمليات التدقيق والمراجعة التي تطبقها أنظمة البنك، حيث قام خبراء البنك المركزي المصري بتصميم وتطوير هذه الأنظمة وفق أفضل المعايير الدولية. كما تم تقديم عرض شامل حول ميزان المدفوعات المصري وآليات إعداد البيانات المتعلقة بنظام الإبلاغ عن المعاملات الدولية، إضافةً إلى مناقشة القضايا المرتبطة بهذا النظام والخطوات المقترحة لـ “البنك المركزي الجيبوتي” لتطبيقه بنجاح.
تعاون المؤسسات المصرية لدعم البرنامج التدريبي
تم تنفيذ البرنامج التدريبي بدعم من عدة مؤسسات مصرية بارزة، من بينها “الأكاديمية العربية للعلوم الإدارية والمالية والمصرفية”، برئاسة الدكتور مصطفى هديب، إلى جانب “وزارة الخارجية المصرية”، التي قدمت دعماً مهماً عبر السفير خالد الشاذلي، سفير مصر لدى جيبوتي. وقد أشاد الوفد الجيبوتي بالمستوى الرفيع للتنظيم وبنوعية البرامج التدريبية المقدمة من “البنك المركزي المصري”، معبراً عن تطلعه إلى المزيد من البرامج التدريبية لتوسيع التعاون وتبادل الخبرات بين الطرفين.
التطلعات المستقبلية لتعزيز التعاون المصري الجيبوتي
أعرب الوفد الجيبوتي عن تطلعه إلى استمرار التعاون مع “البنك المركزي المصري” من خلال برامج تدريبية إضافية في مجالات مالية ومصرفية أخرى، ما من شأنه أن يسهم في رفع كفاءة القطاع المصرفي الجيبوتي وتعزيز الاستقرار المالي في البلاد. ويأتي هذا التعاون ضمن جهود مصر المستمرة لتطوير علاقات متميزة مع الدول الإفريقية، ما يعزز حضورها كداعم أساسي في دعم التكامل الاقتصادي والتنمية المستدامة داخل القارة الإفريقية.
دور مصر الرائد في دعم العمل المصرفي الإفريقي
يأتي البرنامج التدريبي لـ “البنك المركزي المصري” ضمن رؤية أوسع تهدف إلى تعزيز الشمول المالي، ورفع كفاءة البنوك المركزية الإفريقية، ودعم التعاون الاقتصادي. ويسعى “البنك المركزي المصري” من خلال مبادراته المتنوعة إلى تمكين الكوادر المصرفية الإفريقية من الوصول إلى أفضل الممارسات المصرفية، بما يعزز استقرار ونمو الاقتصاد الإفريقي في ضوء التحولات الاقتصادية العالمية.
خاتمة
في ظل هذا البرنامج، يواصل “البنك المركزي المصري” دوره الرائد في تعزيز التكامل المصرفي الإفريقي، بما يتماشى مع توجهات الدولة المصرية لدعم الدول الإفريقية وتعزيز قدراتها في مختلف المجالات المصرفية. يعد هذا التعاون خطوة جديدة في مسار طويل من الشراكات الاستراتيجية بين “مصر” و”جيبوتي” ودول القارة الإفريقية، ما يسهم في تحقيق رؤية مصر لدعم التنمية المستدامة وتعزيز التكامل الاقتصادي على المستوى الإقليمي والدولي.