شهد سعر الدولار الأمريكي ارتفاعاً ملحوظاً خلال تداولات يوم الأربعاء، في ظل تغير تقديرات المستثمرين بشأن مسار السياسة النقدية للولايات المتحدة.
وبدأت التوقعات تتجه نحو استمرار نهج التيسير النقدي بشكل تدريجي بدلاً من التوجه نحو تخفيضات كبيرة في أسعار الفائدة. بالإضافة إلى ذلك، تحولت الأنظار بشكل متزايد نحو الانتخابات الرئاسية المقبلة في نوفمبر.
أداء مؤشر الدولار
ارتفع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، بنسبة 0.26% ليصل إلى 104.34 نقطة في الساعة 10:37 صباحاً.
يُعد هذا أعلى مستوى يصل إليه المؤشر منذ 30 يوليو الماضي، ما يعكس القوة المتزايدة للعملة الأمريكية في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الراهنة.
تراجع العملات الرئيسية مقابل الدولار
على صعيد العملات الأخرى، شهد الدولار ارتفاعاً ملحوظاً مقابل الين الياباني، حيث زاد بنسبة 0.91% ليصل إلى 152.43 ين. أما الجنيه الإسترليني، فقد سجل انخفاضاً طفيفاً بنسبة 0.1% ليصل إلى 1.2971 دولار. كما تراجع اليورو بنسبة 0.12% ليصل إلى 1.0784 دولار.
توقعات المستثمرين بشأن السياسة النقدية
حسب تقديرات أداة “سي إم آي فيدووتش”، يتوقع المستثمرون حالياً بنسبة 87.5% أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي بخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقبل في نوفمبر.
هذا التوقع يأتي بعد تراجع توقعات إجراء خفض أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.
وتجدر الإشارة إلى أن التوقعات قبل شهر من الآن كانت تشير إلى احتمال نسبته 47% لخفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، في حين كانت هناك نسبة 53% لخفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.
تأثير الانتخابات الرئاسية على الدولار
تقترب الانتخابات الرئاسية الأمريكية، المقرر عقدها في الخامس من نوفمبر المقبل، وقد بدأت تلعب دوراً مهماً في دعم أداء العملة الأمريكية.
اقرأ أيضا:
لدعم السياحة.. طرح 20 مطارًا للقطاع الخاص
غولدمان ساكس يتوقع متوسط أسعار النفط عند 76 دولاراً للبرميل في 2025
تتزايد حالة الاستقطاب الداخلي في الولايات المتحدة مع احتدام المنافسة بين المرشحين الرئيسيين، دونالد ترامب وكامالا هاريس.
هذه الانتخابات قد تؤثر بشكل مباشر على توجهات السياسة النقدية والاقتصادية في الفترة المقبلة، مما يزيد من أهمية متابعة المستجدات السياسية في تحديد مسار العملة الأمريكية.
العوامل الاقتصادية والسياسية المؤثرة
تأثر الدولار الأمريكي بشكل كبير بالتطورات الأخيرة في الاقتصاد والسياسة. فقد جاءت البيانات الاقتصادية الأخيرة لتعزز من توقعات المستثمرين بأن الاحتياطي الفيدرالي قد لا يقدم على خفض كبير في أسعار الفائدة.
إضافة إلى ذلك، فإن التوترات السياسية والاقتصادية على الساحة الدولية، بما في ذلك التوترات التجارية والجيوسياسية، تؤدي إلى ارتفاع الطلب على الدولار كملاذ آمن.
الآفاق المستقبلية للدولار
بالنظر إلى الوضع الحالي، يبدو أن الدولار سيظل في وضع قوي خلال الفترة المقبلة، خصوصاً مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية واستمرار حالة عدم اليقين في الأسواق. من المتوقع أن تظل التوقعات بشأن مسار السياسة النقدية محط أنظار المستثمرين، حيث سيكون لقرارات الاحتياطي الفيدرالي تأثير كبير على حركة الدولار.
توقعات ما بعد الانتخابات
في حال فوز أي من المرشحين، سواءً ترامب أو هاريس، قد نشهد تحولات في السياسة الاقتصادية، مما قد يؤثر بدوره على أداء الدولار. فإذا اتجهت الإدارة الجديدة نحو سياسات تحفيزية واسعة النطاق، قد نرى انخفاضاً في قيمة الدولار نتيجة لزيادة العجز الحكومي وتوقعات التضخم.
في المقابل، إذا ما تم اتخاذ خطوات لتقليص الإنفاق الحكومي أو تشديد السياسة النقدية، قد نشهد استمراراً في ارتفاع الدولار.